نستنكر التطبيع مع الاحتلال مقابل لقاء الرئيس الأمريكي
في متابعة حزب التجمع الوطني العلاقات الخارجية لبلادنا نسعى دائمًا إلى تعزيز استقلالية بلادنا، وحفظ ثرواتها وكرامتها، وصيانة حقوق شعبها وإرادته، ومن ذلك عمل الحزب الدائم لتوضيح الرأي الشعبي لدى السلطات الحاكمة في بلادنا و المجتمع الدولي، وفي هذا السياق نرفض معادلة التطبيع مع الاحتلال مقابل لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وترميم العلاقات الأمريكية السعودية بعد تراجعها كنتيجة سجلٍّ مخزٍ للقيادة السعودية في حقوق الإنسان، وحيث تتوجه أنظار العالم مؤخرًا لبلادنا لتعويض العجز الحاصل في أسواق النفط بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن الحزب يطالب بأن يصبّ هذا الحدث في مصلحة وطننا وشعبنا.
ولا يمانع الحزب في تحسين شروط التعاون الدولي والإمدادات النفطية مما يعود بالنفع على بلادنا ومعززا لاستقلالها وحمايتها من أي هيمنة أو ابتزاز شريطة النظر لمصالح الشعب ونفعه، ويدعو المجتمع الدولي لتضمين حقوق الإنسان في أي معادلات لإعادة العلاقات بالسعودية كضمانات حقيقية للاستقرار السياسي والحوكمة الرشيدة. ونحن في الحزب نرى بأن موقف الإدارة الأمريكية كان معاكسا لإرادة شعبنا ومصالحه للدفع بمزيدٍ من التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني وضخ المزيد من النفط في مقابل استعادة العلاقات مع السعودية.
إن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مرفوض إنسانيا بكل المعايير، فهذا الكيان يحتل الأرض ويقتل الأبرياء و يحكم بفكر استبدادي متطرف يأخذ به أرض شعب آخر وقصرها على عرق ودين محدد، مستخدمًا كل وسائل العنف و القمع والإجرام، بغطاء دولي، وخيانة وتماهٍ عربي، أما رفع الإنتاج النفطي بلا حقوق شعبية أو ضمانات رقابة أو مشاركة سياسية حقيقية فلا يساهم سوى في مضاعفة الفقر والبطالة وضعف الاقتصاد والبنية التحتية، وخذلان الشعب أيضًا في إرادته وفي مناصرة قضاياه الحيوية ومنها القضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالإدارة الأمريكية والرئيس بايدن، فإنهم قد تجاهلوا تمامًا وعودهم بدعم قضية الصحفي المغدور جمال خاشقجي رحمه الله مما يقتضي المطالبة بضمانات حرية الرأي والتعبير والإفراج عن كل معتقل رأي، بالإضافة إلى تجاهلهم ممارسات إرهاب الشعب بالسجون والتعذيب والإعدامات والحرمان من العمل والمنع من السفر، كما لم تفِ الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن في وعودهم بالحد من تدفق الأسلحة التي من شأنها تأزيم الوضع في اليمن، وارتكاب المزيد من الجرائم تجاه الشعب اليمني الشقيق.
إننا في الحزب نرفض وبشدة هذا التجاهل من الطرفين، ونرفض التطبيع مع كيان استعماري قائم على الإبادة والتهجير كثمن لاستعادة علاقة القيادة السعودية مع أمريكا، ونرفض استغلال ضعف سلطات بلادنا لتوظيف مقدراتنا من أجل تحقيق مصالح دول أخرى وتجاهل الحقوق الأساسية للشعب، كما نرفض هذا التنصل التام من القيم الأخلاقية والواجبات الإنسانية لتحقيق اعتراف دولي لقيادة سعودية لا تمثل الإرادة الشعبية، وندعوا الجميع شعوبًا ومنظمات وإعلام لإبراز ذلك ومقاومته لتعزيز الحقوق الأساسية للشعوب وإدارة التعاون الاقتصادي لتعزيز لحقوق الإنسان لا لدعم سلطات الاحتلال وسلطات الاستبداد بكل ما تمثله من قمع وإجرام.